منذ أحداث الثاني من أغسطس عام 1990 بدأت الأزمة العراقية فى التصاعد حيث بدأت التداعيات بقيام العراق بغزو لدولة الكويت و تحالف المجتمع الدولى ضده و انتهاء بالعقوبات المفروضة على العراق والتي ألقت بالشعب العراقي في تداعيات الحصار والعقوبات مع إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على إقامة مناطق حظر جنوب وشمال العراق مما يضع العراق في شبه قصف جوي يومي لمواقعه العسكرية في هذه المناطق بدعوى تهديد مناطق الحظر وإعاقة الطيران الغربي من تنفيذ هذه المهام. وقد سارت تلك التداعيات جنبا الى جنب مع مقاطعة كل من المملكة العربية السعودية والكويت العراق حتى قمة بيروت في مارس 2002 الماضي حيث حدث شبه تقارب وإن لم يرقى إلى المستوى المطلوب([1]).
وقد تصاعدت المشكلة العراقية منذ أكتوبر 1998 عندما أبعد العراق المفتشين الدوليين بعد معاناته من طول فترات التفتيش وعدم رفع العقوبات الموقعة عليه وإصرار الولايات المتحدة وبريطانيا على عودة المفتشين الدوليين للتأكد من أن العراق لم يعيد تصنيع أسلحة تدمير شامل مرة أخرى هذا مع تأكيد العراق بأن المفتشين الدوليين كانوا يقوموا بالتجسس على العراق لصالح الولايات المتحدة.
وبرغم حدة المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق إلا أن التهديد الأمريكي تزايد منذ أواخر العام 2001 خاصة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولتها انتهاز الحملة ضد الإرهاب وإلصاق التهمة بالعراق ، على الرغم من معارضة غالبية دول العالم ذلك نتيجة عدم وود قرائن داله على ضلوع العراق في أعمال إرهابية. هذا وقد شهدت المشكلة العراقية عددا من المتغيرات كان من أبرزها:[2]
-
ضعف التحالف الدولي الذي تشكل في حرب الخليج الثانية عام 1991 خلال السنوات الأخيرة.
-
سياسة التقارب والتصالح التي اتبعها النظام العراقي تجاه الدول العربية التي أسفرت عن إقامة العديد من مناطق التجارة الحرة المشتركة مع العديد من هذه الدول مثل مصر وسوريا وتونس وبعض الدول الخليجية، وفي نفس الوقت تزايدت فيه الدعاوى العربية الداعية إلى رفع الحصار.
-
نجاح العراق إلى حد ما في تسويق قضيته ومعاناة شعبه على الساحتين العربية والدولية، وتحميل الكويت وبعض الدول الخليجية مسئولية استمرار هذه الأوضاع المأسوية التي يعيشها الشعب العراقي من جراء فرض الحصار([3]).
هذا واستمرت التهديدات الأمريكية والتلميح أحيانا بالحشد العسكري في المناطق القريبة من العراق ومابين مؤيد ومعارفي لعملية العدوان إلا أن التهديدات الأمريكية هذه المرة كانت تحمل طابع الجدية في تلميحاتها خاصة عقب خطاب الرئيس الأمريكي في 30 يناير 2002 بمناسبة يوم الاتحاد وإعلانه عن دول محور الشر في العالم وهي كل من إيران والعراق وكوريا الشمالية. [4]
كما قدم العراق تقريره المطلوب إلى مجلس الأمن عن انتشار ومواقع أسلحة التدمير الشامل لديه في حوالي 12 ألف صفحة في 7 ديسمبر 2002 فيما اعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية مجرد محاولة لخداع المجتمع الدولى و انه لم يضف جديدا على ما هو معلوم من قبل وأنه لم يظهر حقيقة امتلاكه أسلحة التدمير الشامل وبدأت فرق التفتيش وصولها العراق وقيامها بعملها دون أي تدخل من جانب العراق بل إن العراق قدم عدة تنازلات تجنبا للتصعيد الأمريكي مثل: [5]
-
السماح بتفتيش قصور الرئاسة وهو ما كان يعارضه من قبل.
-
السماح باستخدام طائرات الاستطلاع (U2) فوق الأراضي العراقية.