قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتصعيد موقفها ضد العراق عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 وتحديدا في أكتوبر 2001 بدأت الحملة المزعومة ضد أفغانستان في السابع من أكتوبر حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية التلميح بأن المحطة التالية ستكون العراق وظهرت بوادر ضرب العراق خلال النصف الأول من عام 2002، إلا أن استمرار المقاومة في أفغانستان، وعدم سماح الظروف الدولية والإقليمية بشن حرب ضد العراق والضغط الدولي من أجل عرض قضية العراق على مجلس الأمن، أدت كلها إلى تأجيل ضرب العراق حتى تسمح الظروف الدولية بذلك.
هذا واستمرت التهديدات الأمريكية والتلميح أحيانا بالحشد العسكري في المناطق القريبة من العراق ومابين مؤيد ومعارض لعملية العدوان إلا أن التهديدات الأمريكية هذه المرة كانت تحمل طابع الجدية في تلميحاتها خاصة عقب خطاب الرئيس الأمريكي في 30 يناير 2002 بمناسبة يوم الاتحاد وإعلانه عن دول محور الشر في العالم وهي كل من إيران والعراق وكوريا الشمالية.
-
هذا وقد تصاعدت الأحداث بصورة متسارعة مع تركيز الولايات المتحدة الأمريكية وتصميمها على ضرب العراق منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم (1441) في 8 نوفمبر 2002 بالإجماع من الـ15 دولة الأعضاء في مجلس الأمن، والذي اعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية تفويضا لها لضرب العراق في الوقت الذي عارضت دول كبرى عديدة تفسيرها هذا القرار. كما قدم العراق تقريره المطلوب إلى مجلس الأمن عن انتشار ومواقع أسلحة التدمير الشامل لديه في حوالي 12 ألف صفحة في 7 ديسمبر 2002 فيما اعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية مجرد محاولة لخداع المجتمع الدولى و انه لم يضف جديدا على ما هو معلوم من قبل وأنه لم يظهر حقيقة امتلاكه أسلحة التدمير الشامل وبدأت فرق التفتيش وصولها العراق وقيامها بعملها دون أي تدخل من جانب العراق بل إن العراق قدم عدة تنازلات تجنبا للتصعيد الأمريكي مثل السماح بتفتيش قصور الرئاسة وهو ما كان يعارضه من قبل، والسماح باستخدام طائرات الاستطلاع (U2) فوق الأراضي العراقية.