11 سبتمبر والايدلوجيا الامريكية دكتور محمد صادق اسماعيل

0 501

عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 لم تكتف الولايات المتحدة الامريكية بإظهار نفسها بإعتبارها الدولة العظمى الوحيدة ذات القوة المفرطة ، بل بوصفها ايضا واثقة بهذه القوة ومستعدة لإستخدامها كأساس للهيمنة على العالم ومحاربة فوى الشر. وبعد إعلان الحرب على الارهاب خاضت أمريكا حربين فى كلا من أفغانستان والعراق مستعرضة قوتها العسكرية الهائلة ، الا أن هاتين العمليتين كشفتا عن شىء آخر وهو سؤال عن السبب الذى جعل لحظة التعاطف العالمى مع امريكا تتحول فى أقل من عامين إلى شعار عنوانه لماذا يكره العالم امريكا، تلك الدولة التي لا يوجد مجتمع أكثر انفتاحا منه، الذي يعيش في نعمة وسائل الاتصال المتاحة، ومصادر المعرفة والتعليم الوفيرة، وحرية التعبير عن الأفكار وابتكارها، الا ان منتج هذه البنية التحتية الأمريكية العملاقة ركز إلي حد بعيد علي الداخل واستغرق في شؤون الذات.

وعقب احداث الحادى عشر من سبتمبر بدأت تتبلور أفكار عديدة من داخل امريكا حول الكراهية والحقد العالمى ، الا أن هذا الموضوع ظهر بقوة في معظم وسائل الإعلام اليمينية على يد توماس فريدمان، الذي ابتكر تعبير “يكرهوننا” في البدايات المبكرة من عام 2001 قبل شهور من أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وضع اللوم علي “الحسد المحض” وأشار إلي أنه “حتى في نادي الديمقراطيات الصناعية، وتبلور موقف اليمين برمته في مقالة مطولة كتبها المؤرخ العسكري فيكتور هانسون، وأعيد نشرها مرارا فى معظم الصحف الامريكية حيث يقول هانسون ” إنهم يكرهوننا “لأنهم” يحسدون قوتنا وهيبتنا ونفوذنا”. أما الافتراضات العامة في الأوساط اليسارية والمتعددة الثقافات التي تشير إلي أن “هنالك بعض التكافؤ – السياسي والثقافي والعسكري بين الغرب والعالم الإسلامي. وخلال حقبة ترامب والتي أعلنت لافتة ” أمريكا أولا” سعت الولايات المتحدة إلى الإبتعاد عن العالم العربي والإكتفاء بالعلاقات الإقتصادية حيث شجعت الولايات المتحدة نمطا من “الحرية الاقتصادية يدمر في واقع الأمر الحرية الاقتصادية للفقراء فقد وضعت الدول النامية بين فكي كماشة تقليدية: فمن جهة مهدت السبيل للأعمال التجارية المعتمدة على تقافتها للدخول بشكل حر واقتناص أموال العالم، ومن جهة أخري، عملت على كبح الجهود التي تبذلها الدول النامية لتعزيز وتدعيم منتجاتها وصادراتها، وحظرها في الأسواق الأمريكية. كما سعت الولايات المتحدة بشكل منهجي إلى تقويض جهود ومساعى الدول الأقل تطورا لمحاربة الفقر، فقد فرضت رسوما جمركية ضخمة على المحاصيل الزراعية الرئيسية مثل ألأرز، والسكر، والبن، وهذه القيود التجارية تكلف افقر دول العالم مبلغا مذهلا يقدر بـ 2.5 مليار دولار سنويا من العملة الصعبة والآثار الإجمالية لا يمكن وصفها إلا بالكارثية.

You might also like More from author

Leave A Reply

Your email address will not be published.