الإرهاب البيولوجى والكيماوي والبيئي: عندما يكون العالم ضحية دكتور محمد صادق اسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية
لم تشهد الساحة الدولية إرهاباً بيولوجياً بالمعنى الحرفي للكلمة قبل حوادث انتشار ميكروب الجمرة الخبيثة في بعض مدن الولايات المتحدة، ثم انتشاره في عدد من الدول الأخرى، والتي مثلت تحولاً جوهرياً في طبيعة التهديد الإرهابي البيولوجي. ومن المعروف ان العديد من دول العالم، وبالذات الدول الكبرى، تمتلك ترسانة متطورة في مجال الاسلحة البيولوجية. وتتنوع الاسلحة البيولوجية ما بين ثلاث فئات هي: البكتيريا (واشهرها الجمرة الخبيثة والجمرة المتموجة والكوليرا والطاعون) والفيروسات (واشهرها الجدري) والتوكسينات- السموم البكتيرية (واشهرها البوتيولينوم والريسين). ومن المحتمل ان يزداد اللجوء إلى هذا الشكل الإرهابي الجديد خلال المستقبل القريب، وهو ما قد يتسبب في خسائر فادحة، الا ان مسألة إستخدام الاسلحة البيولوجية في العمليات الإرهابية تعتبر مسألة معقدة إلى حد كبير.
وفي المقابل يتسم الإرهاب الكيمأوى بالبساطة والسهولة النسبية، بسبب سهولة تصنيع المواد الكيميائية وسهولة إستخدامها، علأوة على ضخامة الخسائر المترتبة عليه. وتنقسم المواد الكيمأوية إلى نوعين رئيسين، الأول المواد الموجهة ضد الأعصاب، مثل السارين والخردل وفي اكس، والثاني المواد الموجهة ضد الانزيمات الموجودة داخل الجسم البشري، مثل الاستيل كولين استريز. وقد كان المثال الأبرز على هذا النوع من الإرهاب هو قيام طائفة “أوم” الدينية الإرهابية في اليابان بإستخدام غاز السيرين في هجوم على نفق طوكيو في مارس 1995م، مما اسفر عن مقتل 10اشخاص، واصابة خمسة آلاف آخرين.
أما الإراب البيئي فهو كل عمل أو قرار يقصد إلى الاضرار المفاجئ بحياة الناس، أو بما يملكون ويحفظون من ثروات أو تراث، أو بالظروف البيئية التي تتأثر بها وظائفهم العضوية أو تفاعلاتهم النفسية والمزاجية، أو بصحة النظم البيئية التي يعتمد عليها معاشهم، إلى غير ذلك من وجوه الضرر. وتتعدد صور الإرهاب البيئي مثل تفجير مسكن أو حرق مزارع أو تسمم أفراد أو جماعات أو حيوانات أو تدمير الغابات من خلال مواد اشعاعية (مثل ما كان يحدث في فيتنام)، أو قتل الأسماك والكائنات البجرية داخل المياه من خلال تلويثها أو إلقاء مواد كيمأوية ضارة ومسممة بها. أو إقامة سدود أو حواجز تمنع جريان الماء إلى الأنهار والبحيرات.