الشائعات الإلكترونية: آليات جديدة للإرهاب
د. محمد صادق اسماعيل
مدير المركز العربي للدراسات السياسية
رغم ما تقدمه الشبكات الاجتماعية من مزايا عدة، إلا أنها تحمل الكثير من المخاطر والتهديدات السلبية على أمن المجتمعات واستقرارها، خاصة إذا ما تم توظيفها من قبل المجموعات والتنظيمات الإرهابية، حيث تستخدم شبكة الانترنت وعوالمها الافتراضية فى نشر الشائعات والأكاذيب، فطبيعة هذه الشبكة تسمح لها بأن تصور لك بعض الأمور والقضايا والحوادث والمستجدات الاجتماعية والسياسية بطريقة معينة فيها الكثير من المبالغة التى لا تكتشفها إلا حين تخرج إلى الشارع وتتحدث مع آخرين فى المجالس الخاصة والعامة خاصة فى المناسبات، لتكتشف ضآلة القضية التى يجرى تداولها عبر صفحات الانترنت. وهو ما يمكن معه القول إنه فى الوقت الذى شكلت وسائل الإعلام الجديد انفتاحًا معلوماتيًا لا يمكن تجاهله، وفورية في تناقل الأخبار وصناعة الحدث، تحولت من ناحية اخرى إلى وكالات أنباء لنشر الشائعات التي يتبادلها مستخدموها إمّا قصدًا أو سذاجة، بغير علم ولا تحر لمصداقية الأخبار المتناقلة. وطالت الشائعات التي توزع وبالمجان أناساً ربما كانوا منها براء، حيث إن الخلط بين تقصي الحقيقة وزيادة وعي المجتمع، والانجراف وراء الأخبار المتناقلة من دون البحث عن مصدرها الحقيقي وحقيقة الخبر ومعالجته وطرحه بموضوعية، جعل من مواقع التواصل الاجتماعي أداة تحرك من وراء الستار من دون إدراك أو تحليل منطقي، وهو ما يمكن أن نرجعه إلى عاملين:
-
الأول، التكتلات الفكرية أو المذهبية والشللية التى يقوم بها بعض مستخدمى الإنترنت، فيضخمون حادثة بغرض التأثير على الرأى العام، ظنا منهم أن ذلك سوف يصل إلى صانعى القرار، فيبنون عليه ما سعوا إلى ترويجه وتضخيمه وبيان أهميته أو ضرره بحسب الموضوع.
-
الثانى، قيام بعض المشاركين فى تلك المنتديات باستخدام عدة معرفات (أسماء) وطرح مواضيع والتعليق عليها والاشادة بها، فينخدع كثيرون بما يطرح ويظنون أن هناك توجهًا مجتمعيًا وميلًا نحو هذا الموضوع.