التعليم الأساسي في العالم العربي

0 1٬732

لقد ازداد اهتمام المجتمع العربى بضرورة تطوير مرحلة التعليم الأساسى بسبب تزايد حجم المعرفة ومعدلات التقدم التكنولوجي والاعتماد على أنظمة التعليم والبحث العلمي في اكتشاف المزيد من المعرفة وفي توظيفها لحل مشكلات الإنسان. وتحول دور التعليم والتربية من مجرد نقل التراث الثقافي والمحافظة عليه، إلى الإثراء الثقافي وإلى الإبداع الفكري وإلى بناء الإنسان وصناعة المستقبل، فأصبح التعليم الاساسى لصيقاً بقضايا التنمية الشاملة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأصبح آلية من آليات تنمية المجتمعات ورفع مستوى معيشة الأفراد ووسيلة للحراك الاجتماعي والاقتصادي، والآن ونحن نخطو نحو المستقبل تبدو الحاجة ملحة إلى تطوير التعليم الأساسى بنظرة علمية واعية تقوم على معالجة مشكلاته الراهنة بأساليب غير تقليدية ورؤية جديدة تكفل إقامة نظام تعليمي حديث ينشيء المستقبل ويوجهه، وذلك ضماناً لاستمرار الحياة وتحقيقاً للتنمية الشاملة بما يمكنه من أداء دوره الحضاري في عالمنا المعاصر.

وعلى الرغم من إنفاق دولنا العربية أموالاً طائلة على التعليم ما قبل الجامعي خاصة مرحلة التعليم الاساسى، إلا أننا ما زلنا نعاني من مشكلات عديدة في النظام التعليمي بالإضافة إلى انخفاض إنتاجية التعليم كماً وكيفاً. خاصة ان أهداف التعليم ليست بالضرورة هى منح شهادات دراسية تؤهل للإلتحاق بسوق العمل، بل تسعى العملية التعليمية الى الربط بين الطالب منذ مراحل تعليمه الأولى وبين العادات والتقاليد والقيم التى يتبناها المجتمع الذى ينتمى اليه.

ومن خلال استقراء المقررات الدراسية فى مراحل التعليم الأساسى فى دولنا العربية وهى المرحلة العمرية التى يتشكل فيها شخصية الطالب ويبدأ فى تخزين المعلومات التى يتلقاها حول مجتمعه ووطنه يلاحظ ان هناك قصورا واضحا فى هيكل العملية التعليمية الأمر الذى يدفع الى تقديم رؤية نحو تطوير الواقع الحالى للتعليم الأساسى فى دولنا العربية من خلال عددا من المحاور الى تمثل تحديا أمام تحقيق نهضة تعليمية عربية.وبالتالى فإن هذا الكتاب يأتى ليضع بعض الأطر التى قد تكون مجرد اسهام متواضع يفيد القائمين على وضع السياسة التعليمية العربية بمرحلة التعليم الأساسى، عساها خطوة نحو تحقيق نهضة تعليمية حقيقية فى دولنا العربية.

You might also like More from author

Leave A Reply

Your email address will not be published.